يساعد التعرف على شكل الجمجمة الطبيعي الأطباء على تشخيص الأمراض والمشاكل التي تصيب العظام، سواء أكانت بسبب الحوادث مثل الكسور والسحجات، أو نتيجة التشوهات الخلقية التي تحدث أثناء الولادة، أو بسبب بعض التفاعلات الكيميائية داخل الجسم.
ويؤثر شكل وحجم الجمجمة على الإنسان بسبب كونها الوعاء أو الخوذة التي تحمي أهم جهاز في جسم الإنسان وهو الدماغ البشري، مما يعني أن أي إصابة في الجمجمة قد تؤثر بشكل كبير على وظائف المخ، مما يستدعي التدخل الطبي المختص، لتحديد سبب المشكلة وتقديم مقترح وخطة علاج تشوهات الجمجمة.
شكل الجمجمة من الداخل

شكل الجمجمة الطبيعي يكون أجوف من الداخل مع تشريح داخلي يشبه إلى حد كبير حدود دماغ الإنسان، مع فتحة في الجمجمة صغيرة في الأسفل من ناحية الرقبة لمرور الحبل الشوكي، كما يكون الجزء العلوي منها أشبه بالخوذة، وتتكون الجمجمة من مجموعات مختلفة من العظام الملتحمة، التي تساهم كلها معاً في تشكيل ملامح الوجه وحماية الدماغ.
وينقسم داخل الجمجمة إلى سقف وقاعدة، ويعمل كل جزء منهم على حماية ودعم أجزاء معينة من الدماغ البشري، وإليك تفصيل عظام الجمجمة من الداخل كالتالي:
- تتكون عظام القاعدة من مجموعة من العظام المتشابكة مثل العظمتين الجداريتين والعظم الجبهي والقذالي.
- أما سقف الجمجمة فيتكون من العظام الوتدية والغربال والصدغية والجدارية والجبهية، ويتصل كل ذلك بالفقرة العنقية الأولى التي تدعى الأطلس، وتترابط مع عظام الوجه والفك السفلي.
أقرأ المزيد: ترقيع عظام الجمجمة بتقنية ثلاثية 3D cranioplasty
شكل الجمجمة الطبيعي من الخلف
يمكن أن نقيس شكل الجمجمة الطبيعي من خلال بعض المعايير منها أن يكون الجانب الخلفي للجمجمة يجب أن يكون أعرض من المنطقة الأمامية قليلاً، مع تناسق ما بين اليمين واليسار، ولا بد أن يكون طول الجمجمة أطول بـ 20% من عرضها، وقد يختلف شكل الجمجمة من شخص لآخر دون أنه يكون لذلك أي تأثير على الحالات الصحية أو على حالة العظام.
وتوجد في المنطقة الخلفية مجموعة من العظام التي تساعد على حماية الجمجمة من الإصابات، ومن تلك العظام:
- العظمتين الجداريتين، وهما يشكلان الجزء الأوسط من الدماغ ويتصلان بالجبهة، وهما عبارة عن عظام قحفية مسطحة، ويعملان على تغظية الفصوص الجدارية اليمنى واليسرى من الدماغ.
- زوج العظام الصدغية المتناظرة اللذان يشكلان جزء كبير من الجدار الجانبي وقاعدة الجمجمة.
- العظام القذالية وهي عظام شبه منحرفة مكانها في مؤخرة الدماغ، وظيفتها حماية أعصاب وأوعية دموية معينة، وتحتوي على أسطح تسمح للعضلات والأربطة بالالتصاق بها.
- العظمة الوتدية المنفردة التي تحتوي على عدد من الثقوب للسماح الأعصاب والحبل الشوكي بالمرور، وهي ممتدة عبر عرض الجمجمة كله.
ترقيع عظام الجمجمة بالذكاء الصناعى لمريض من غزة فلسطين
بروز في عظمة الجمجمة من الخلف عند الكبار
غالبا ما يتأثر شكل الجمجمة الطبيعي أثناء عملية نمو الطفل أثناء أو بعد الولادة، لأن الطفل لا ينمو بعظام جمجمة كاملة، بل تكون صغيرة وطرية وهشة، ويستمر الدماغ في النمو طوال فترة الطفولة حتى تكتمل عظام الطفل وتغلق على دماغه.
وقد يتسبب نمو الجمجمة بشكل غير طبيعي سواء كان المبكر او المتأخر لعظام الجمجمة في تغير شكلها وظهور بعض النتوئات أو البروز الغريبة، لأن الجمجمة ليست عظمة واحدة إنما مجموعة من العظام المتلاحمة، وفي حالة ملاحظة نتوء في الدماغ أو بروز لجزء منه، يجب استشارة الطبيب المختص بالمخ والأعصاب، لكي يحدد إذا ما كان البروز خطيراً أم لا.
شكل رأس الطفل الطبيعي من الامام

بعد ولادة الطفل واستقرار نموه يجب ملاحظة شكل الجمجمة الطبيعي لديه، وتوجد عدة علامات على سلامة جمجمة الطفل يجب على الوالدين الالتفات لها، منها:
- يجب أن يكون الشكل العام لرأس الرضيع مستدير ومنتظم، وألا تحتوي الجمجمة على أي بروز، أو انحناءات.
- توجد طبقة رقيقة من النسيج العضلي والدهني تفصل بين الجمجمة وفروة الرأس تغطي العمود الفقري والعظام القذالية حتى توفر حماية مضاعفة لتلك المناطق.
- الجزء الخلفي السفلي من دماغ الطفل يحتوى على عظمة اسمها القذالية يجب أن تكون متناسقة دون أي إنحرافات أو تشوهات.
- شعر الطفل ناعم ولطيف على فروة رأس الجنين، والجلد تحتها ناعم وخالي من أي طفح أو تشوهات.
أقرأ المزيد: أحدث 4 طرق علاجية لعلاج تشوهات الجمجمة
أسباب بروز عظام الجمجمة من الخلف
إن أي تغير في شكل الجمجمة الطبيعي يعتبر علامة على مشكلة في نمو عظام الدماغ أو حدوث اضطرابات في شكل عظام الجمجمة والتي تعرف يفي بعض الحالات أنها باسم تعظم، مما قد يؤدي إلى إعاقة الدماغ عن النمو أو الضغط داخل الجمجمة أو الضغط على بعض المناطق فيه مما يعطل بعض الوظائف، وقد يكون مجرد شكل مشوه للدماغ دون تأثير على الدماغ في شيء، ومن أهم أسباب حدوث ذلك البروز:
- مرض باجيت الذي يؤدي إلى ضعف قدرة الجسم على تنظيم عملية استبدال أنسجة العظام القديمة بالجديدة، مما يؤدي إلى نمو مفرط للجمجمة ويؤدي إلى نمو شكل الجمجمة غير الطبيعي.
- بعض أنواع المايلوما المتعددة قد تسبب في انخفاض حاد في عظام الجمجمة، مما يؤدي إلى انخفاضات أو تشوهات في الشكل.
- تعاظم التداريز الباكر وهو يحدث عندما تنغلق يوافيح الجمجمة قبل الأوان، ويكون بسبب بعض المتلازمات الوراثية في جينات نمو العظام.
أسباب بروز عظام الجمجمة من الأمام
التشوهات الخلفية التي تغير شكل الجمجمة الطبيعي، يمكن إخفاؤها بالشعر أو الملابس، لكن المشكلة تزداد سوءاً عندما يكون التشوه في عظام الجبهة الأمامية، فحتى لو لم يسبب أي مشاكل، يبقى شكل المنفر يعذب صاحبه، ومن أهم أسباب تشوه الجمجمة الأمامي:
- الحوادث التي يمكن أن يتعرض لها الوجه، حيث تؤدي إلى بعض الكسور والتشوهات التي تؤثر على شكل الجمجمة، مثل كسر الأنف.
- مرض جورهام وهو مرض نادر يؤدي إلى استبدال كتلة عضلية ببعض الأنسجة الأخرى، مما قد يؤدي إلى تشوهات خلقية ونتوءات في الوجه.
- بعض التشوهات الجينية التي يمكن أن تتسبب في نمو متزايد لخلايا العظام، مما يؤدي إلى حدوث تشوهات في المنطقة الأمامية من عظام الوجه، وقد تسبب آلام ومشاكل حادة.
- بعض أنواع السرطانات يمكن أن يؤدي إلى إحداث بروز في عظام الوجه والوجنتين، وبخاصة العظام التي تحاوط العينين، لأن تلك المنطقة تحوي العديد من أنواع الخلايا المختلفة التي بينها تواصل مستمر.
شكل الجمجمه من الاعلى
يمكن ملاحظة شكل الجمجمة الطبيعي من الأعلى بسهولة، حيث تنقسم الجمجمة البشرية إلى مجموعة من العظام التلاحمة مع بعضها، ويحدث هذا التلاحم بعد الولادة، لذلك من السهل ملاحظة الشكل الطبيعي للجمجمة إذا توفرت فيه مجموعة من العلامات منها:
- وجود الخط الواصل بين اليافوح الأمامي والخلفي يفصل ما بين العظمتين الجانبيتين اللذان يغطيان الدماغ من الأعلى، وهو يسمى الشق السهمي.
- وجود فاصل بين العظمتين الجانبيتين والعظمتين الأماميتين وهو الشق التاجي، حيث يميز هذا الخط العظام التي تغطى منتصف الرأس والتي تدعى العظام الجانبية.
- وكذلك يفصل الشق الخلفي بين العظمة الخلفية والعظمتين الجانبيتين، حيث يغطى الشق الخلفي المنطقة الخلفية من فصوص الدماغ.
شكل رأس الطفل الطبيعي حسب العمر
يختلف شكل الجمجمة الطبيعي والحجم الطبيعي حسب عمر الطفل، فكلما زاد نمو الطفل تغير شكل دماغه ليأخذ شكله النهائي عند بلوغ الطفل، ويمكن التعرف على شكل رأس الطفل الطبيعي حسب عمره كالتالي:
دماغ الطفل بعد الولادة
رأس الرضيع الذي لم يتجاوز عمره 3 أشهر يجب أن يكون مستديراً وصغيراً بالنسبة لباقي جسده، كما أن الجزء الخلفي من الرأس يكون مسطح نسبياً بسبب الوضعية الأفقية الدائمة للرضيع.
دماغ الطفل الرضيع
يبدأ دماغ الطفل الرضيع من الشهر الرابع إلى السنة الأولى في النمو ليصبح أكثر انتظاماً، وتظهر ملامحه بشكل تدريجي، حيث يبدأ الدماغ في النمو، ويتناسق حجم الجمجمة والعمود الفقري مع باقي الجسم.
دماغ الطفل في الطفولة المبكرة
تتباطأ وتيرة نمو دماغ الطفل بعد دخوله العام الثاني حتى العام الثالث، ولكن يبدو كنحت العظام والجمجمة، حيث تكتسب العظام صلابة ومتانة مع مرور الزمن، ويزداد اتساع الرأس مع نمو الدماغ.
دماغ الطفل في الطفولة المتأخرة
عندما يبدأ الطفل في عامه الرابع يزداد ثبات شكل الوجه ويتبى في طور النمو حتى العام السادس، وتتباطأ عمليات نمو العظام، مع زيادة في وتيرة التوازن بين عظام الوجه، وتتسع العظام مما يطور ملامح الوجه بشكل كبير.
دماغ المراهق
عند دخول الطفل عامه السابع يكون نموه العقلي قد اكتمل، ومع وصوله إلى السن في فترة المراهقة يكتمل نمو جسده بالكامل، وتظهر على الوجه علامات البلوغ مثل الذقن والشارب للرجال، وتطور الملامح في النساء.
شكل جمجمة الطفل
يمكن قياس شكل الجمجمة الطبيعي للأطفال من خلال عملية حسابية يقوم بها الأطباء عن طريق حساب نسبة محيط رأس الرضيع إلى عمر الجنين بالشهور، وتنجح هذه الطريقة فقط مع الأطفال الرضع حتى عمر 36 شهر، ويمكن فهم نتائج تلك الحسبة كالتالي:
- إذا كان الناتج أقل من 3 فيمكن أن يدل ذلك على صغر الرأس.
- أما إذا كانت النسبة بين 3 إلى 97 فهذا يعني بأن حجم الرأس طبيعي.
- وإن زادت النسبة عن 97 فهذا يعني بأن الرأس كبير زيادة عن الحد الطبيعي.
متى يتعدل رأس الطفل

في الطبيعي يمكن تحدث بعض التشوهات البسيطة للجمجمة الطفل بسبب ليونتها، ويعود الدماغ إلى شكل الجمجمة الطبيعي بوصول الطفل إلى 6 سنوات، لكن يجب متابعة حالة الطفل مع الطبيب المختص وإجراء كافة الفحوصات مهمة لكي يتأكد الطبيب أن التشوه سوف يعالج مع مرور الوقت، ولا يوجد أي خطورة منه على الطفل.
لا ينبغي القلق حول شكل الجمجمة الطبيعي إلا إذا ظهرت نتوءات أو تعرجات غريبة على الرأس سواء كان ذلك فيما يتعلق بالطفل أو الكبير، فما دام الشكل العام للرأس طبيعي ولا يوجد ألم فلا داعي للقلق.
الاسئلة الشائعة
ما سبب التعرجات في الجمجمة؟
يتأثر شكل الجمجمة الطبيعي ببعض الأمراض التي تصيب العظام أو الأعصاب أو الانسجة المحيطة بالجمجمة والتي قد تؤثر على شكل الدماغ أو تؤدي إلى تشوهات في الجمجمة، وقد تؤدي بعض الحوادث إلى حدوث تلك التشوهات.
كيف يكون شكل الرأس الطبيعي؟
يتغير شكل الجمجمة الطبيعي على حسب عمر الإنسان، ففي بداية حياته تكون رأسه مستديرة ولينة، ومع التقدم في العمر، يتحول شكل الجمجمة ليأخذ شكل عظام الدماغ ويتناسق ليبرز الملامح.
هل تتغير شكل الجمجمة عند الكبار؟
قد تؤدي بعض التشوهات الجينية أو الطفرات المفائجة إلى تغير شكل الجمجمة الطبيعي لدى الكبار، حيث قد تؤدي بعض الأمراض إلى تعطيل قدرة الجسم على تغيير خلايا عظام الجمجمة بشكل طبيعي وتجديدها، مما يؤدي إلى حدوث بعض التشوهات عند الكبار رغم توقف نمو الجمجمة والدماغ.
كيف أعرف أن رأس طفلي غير طبيعي؟
شكل الجمجمة الطبيعي للطفل يكون مستديرا وأصغر بقليل بالمقارنة بباقي جسده، وإن كنت تشعر بالقلق بخصوص شكل رأس طفلك فعليك زيارة الطبيب المختص في أقرب فرصة لكي تطمئن عليه.