البزل القطني أو قد يسمونه البعض البزل النخاعي الشوكي بالإنجليزية (Lumbar Puncture)، هو عبارة عن إجراء طبي يتم في إدخال إبرة في أسفل الظهر لتجميع السائل النخاعيCSF لغرض معين مثل تشخيص بعض الأمراض أو لتخفيف ضغط الدماغ الحميد في الجمجمة، يستغرق هذا الإجراء حوالي نصف ساعة، قد يشعر البعض بالقلق أو التوتر حين إجراءه، ولكن لا تقلق سيقوم الطبيب بتزويدك بالمزيد من المعلومات حول إجراء البزل القطني وطريقة الإجراء والتحضير قبله إلى غير ذلك من المعلومات، سنتناول بعض المعلومات عنها في هذا المقال في موقع الأستاذ الدكتور محمد جبر.
كيفية إجراء البزل القطني.
يتضمن إجراء البزل القطني (LP) إدخال إبرة في الفراغ المحيط بالحبل الشوكي للحصول على عينة من السائل النخاعي لأغراض التشخيص، وهو إجراء آمن نسبيًا عندما يقوم به أخصائي متمرس على تلك النوعيات من الإجراءات.
فيما يلي خطوات إجراء البزل القطني:
- يتم تحضير المريض قبل إجراء البزل وحين الإجراء يتم وضع المريض على جانبه، مع رفع ركبتيه إلى الصدر وثني ذقنه للداخل، يساعد هذا الوضع على فتح المساحات بين الفقرات.
- التنظيف والتعقيم: يقوم الطبيب بتنظيف الجلد فوق موقع البزل بمحلول مطهر مثل الكلورهيكسيدين، ومن ثم يترك الجلد يجف تمامًا.
- التخدير الموضعي: يقوم الطبيب بحقن مخدرًا موضعيًا مثل الليدوكايين في الجلد والأنسجة العميقة فوق موقع البزل.
- إدخال الإبرة: مرحلة إدخال الإبرة تتم من خلال إبرة معقمة عبر الجلد وفي الفراغ تحت العنكبوتية، وهي منطقة تقع بين الفقرات والحبل الشوكي. يجب إدخال الإبرة بين الفقرات القطنية الثالثة والرابعة أو الرابعة والخامسة.
- جمع السائل النخاعي CSF: بمجرد إدخال الإبرة، سيقوم أخصائي الرعاية الصحية بجمع CSF. عادةً ما يتم قياس ضغط السائل الدماغي الشوكي، ويتم جمع كمية صغيرة من السائل الدماغي الشوكي (حوالي 10-20 مل) للاختبار.
- إزالة الإبرة: بمجرد جمع السائل الدماغي النخاعي، تُزال الإبرة من ظهر المريض، ويتم وضع ضمادة معقمة على موقع البزل لمنع العدوى.
- مراقبة ما بعد الإجراء: بعد العملية، يجب مراقبة المريض بحثًا عن أي مضاعفات، بما في ذلك الصداع أو العدوى أو النزيف.
رعاية ما بعد العملية: يجب توجيه المرضى الذين خضعوا للبزل القطني أسفل الظهر إلى الاستلقاء لعدة ساعات بعد الإجراء لمنع الصداع، وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة، كما يجب على المرضى أيضًا تجنب أي أنشطة شاقة لعدة أيام بعد العملية.
قبل إجراء البزل القطني.
يتطلب إجراء البزل القطني أو ما يسمى بالبزل النخاعي الشوكي، تحضيرًا دقيقًا للتأكد من أن الإجراء آمن وفعال.
فيما يلي بعض الاعتبارات المهمة قبل إجراء البزل النخاعي:
التحدث مع المريض: يقوم الطبيب بالتحدث مع المريض حول الإجراء، بما في ذلك طريقة الإجراء والتحضيرات اللازم اتباعها قبل الإجراء ومخاطر وفوائد هذا الإجراء.
تقييم المريض: إجراء فحص جسدي شامل للمريض، بما في ذلك تقييم حالته العصبية، والتحقق من علاماته الحيوية مثل ضغط الدم ومعدل النبض.
الأدوية: يقوم الطبيب بمراجعة تاريخ المريض الدوائي، وخاصة إذا كان يتناول أي أدوية مميعة للدم أو مضادات التخثر، لأنها قد تزيد من خطر النزيف. إذا كان المريض يتناول مثل هذه الأدوية، فاستشر الطبيب المعالج لتحديد ما إذا كان يجب إيقاف الدواء قبل الإجراء
بعض الفحوصات: يتطلب الطبيب أحيانًا بعض الفحوصات للتحقق من مستويات الجلوكوز في دم المريض ومضادات التخثر قبل الإجراء. قد تشير القيم غير الطبيعية إلى زيادة خطر حدوث مضاعفات أثناء الإجراء. إلى جانب فحوصات أخرى مثل التصوير المقطعي المحوسب CT، أو التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.
يستطيع المريض في يوم إجراء البزل القطني أخذ أدويته وتناول الطعام والشراب بشكل طبيعي.
بعد إجراء البزل النخاعي الشوكي. ما بعد البزل القطني.
فيما يلي بعض الاعتبارات الرئيسية:
مراقبة ما بعد العملية: مراقبة المريض بحثًا عن أي مضاعفات فورية، مثل الصداع، أو النزيف، أو العدوى. ومراقب علاماته الحيوية بما في ذلك ضغط الدم ومعدل النبض.
وضعية المريض: ينصح الطبيب المريض بالاستلقاء على ظهره لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد العملية، هذا يساعد على منع حدوث الصداع، والذي يمكن أن يكون من الآثار الجانبية الشائعة للبزل النخاعي الشوكي. بعد هذا الوقت، يمكن للمريض الجلوس والتحرك ببطء.
الترطيب: شجع المريض على شرب الكثير من السوائل لتحل محل السائل الدماغي الشوكي الذي أزيل أثناء العملية. هذا يساعد على منع الصداع وقد يقلل من خطر حدوث مضاعفات أخرى.
تناول مسكنات الألم: مثل الأدوية التي تحتوي على الباراسيتامول في حالة ما إذا كان المريض يشعر بأي ألم، ويمكنه تناول المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الشاي والقهوة حيث أشار البعض إلى أنها تكون فعالة في التخفيف من الألم.
المتابعة: حدد موعدًا للمتابعة مع المريض لمراجعة نتائج البزل القطني ومراقبة شفائه.
الراحة والتعافي: ينبغي على المريض الراحة لبقية اليوم وتجنب أي أنشطة شاقة لعدة أيام بعد الإجراء، كما يجب عليهم أيضًا تجنب القيادة أو تشغيل الآلات الثقيلة حتى يتم حل أي صداع أو دوار مصاحب.
أسباب إجراء البزل النخاعي الشوكي. أهمية البزل القطني.
يمكن إجراء البزل النخاعي الشوكي أو ما يعرف بالبزل القطني لعدة أسباب، بما في ذلك:
الاختبار التشخيصي: يمكن استخدام البزل النخاعي لتشخيص مجموعة من الحالات، بما في ذلك التهابات الدماغ أو النخاع الشوكي، والتصلب المتعدد، وأنواع معينة من السرطان ، مثل اللوكيميا أو سرطان الغدد الليمفاوية.
يمكن أن يكشف تحليل السائل النخاعي عن وجود خلايا غير طبيعية أو بروتينات أو مواد أخرى قد تشير إلى مرض أو حالة معينة.
الأغراض العلاجية: في بعض الحالات، يمكن إجراء البزل القطني لتخفيف الضغط على الدماغ أو النخاع الشوكي الناجم عن السوائل الزائدة أو الدم. يمكن أن يساعد ذلك في تخفيف الأعراض مثل الصداع أو الغثيان أو الدوخة.
مراقبة العلاج: يمكن أيضًا استخدام البزل النخاعي الشوكي لمراقبة فعالية العلاج لحالات معينة، مثل العدوى أو السرطان. كما يمكن أن يساعد التحليل المنتظم لـ CSF في تحديد ما إذا كان العلاج يعمل أو يحتاج إلى تعديل.
مضاعفات البزل النخاعي الشوكي. أضرار سحب عينة من النخاع الشوكي
في حين أن البزل النخاعي إجراء آمن بشكل عام، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي يمكن أن تحدث. تتضمن بعض المضاعفات الأكثر شيوعًا ما يلي:
الصداع: من أكثر المضاعفات شيوعًا للبزل النخاعي الصداع، والذي قد يحدث فيما يصل إلى 25٪ من المرضى. عادةً ما يكون هذا الصداع خفيف إلى متوسط ويزول من تلقاء نفسه في غضون أيام قليلة.
النزيف: في حالات نادرة، يمكن أن يتسبب البزل القطني في حدوث نزيف في القناة الشوكية أو الأنسجة المحيطة. هذا يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعصاب أو مضاعفات خطيرة أخرى.
العدوى: على الرغم من ندرتها، إلا أن البزل النخاعي الشوكي يمكن أن يسبب عدوى في القناة الشوكية أو الأنسجة المحيطة. هذا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل التهاب السحايا.
تلف الأعصاب: في حالات نادرة، يمكن أن يتسبب البزل النخاعي في تلف الأعصاب في القناة الشوكية أو الأنسجة المحيطة. يمكن أن يسبب هذا الألم أو التنميل أو أعراض عصبية أخرى.
رد فعل تحسسي: بعض الحالات النادرة، قد يكون لدى المريض رد فعل تحسسي تجاه المخدر الموضعي المستخدم أثناء العملية.
من المهم أن يقوم المرضى بالإبلاغ عن أي أعراض أو مضاعفات بعد هذا الإجراء للطبيب الخاص بهم على الفور. في معظم الحالات، يمكن علاج المضاعفات بشكل فعال من خلال الأدوية أو التدخلات الأخرى.
ومع ذلك في بعض الحالات، قد يكون العلاج الطبي الإضافي أو الاستشفاء ضروريًا.
علاج الصداع بعد البذل النخاعي الشوكي (البزل القطني).
إذا كان المريض يعاني من صداع بعد البزل القطني، فهناك العديد من العلاجات التي يمكن استخدامها لتخفيف الأعراض. قد تشمل هذه:
- الراحة: أول وأبسط علاج للصداع بعد البزل القطني هو الراحة وتجنب أي نشاط أو مجهود شاق.
- مسكنات الألم: يمكن أن تكون مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين فعالة في تخفيف الصداع الخفيف إلى المتوسط.
- الكافيين: يمكن أن يساعد الكافيين في تقليل الصداع، يمكن للمرضى تجربة شرب فنجان من القهوة أو الشاي أو تناول دواء يحتوي على الكافيين للمساعدة في تخفيف الصداع.
- السوائل: شرب الكثير من السوائل، مثل الماء أو مشروبات الإلكتروليت، يمكن أن يساعد في منع أو تخفيف الصداع عن طريق الحفاظ على ترطيب الجسم المناسب.
- في بعض الحالات، قد يتطلب الصداع المستمر بعد البزل النخاعي الشوكي علاجًا أكثر تقدمًا، مثل رقعة الدم فوق الجافية. يتضمن ذلك حقن دم المريض في الحيز فوق الجافية في العمود الفقري لإغلاق الفتحة التي تم إحداثها أثناء البزل النخاعي وتخفيف الصداع.
كم تستغرق عملية البزل القطني؟
عادةً ما يستغرق البزل النخاعي، المعروف أيضًا باسم البزل القطني، حوالي 30 دقيقة. ومع ذلك، قد يستغرق الإجراء بأكمله وقتًا أطول إذا تم إجراء اختبارات أو إجراءات إضافية في نفس الوقت.
البزل القطني وارتفاع الضغط الدماغي الحميد.
يمكن أن يكون البزل النخاعي الشوكي، المعروف أيضًا باسم البزل القطني، أداة تشخيصية وعلاجية فعالة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة الحميد (BIH)، وهي حالة تسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة، والتي يمكن أن تؤدي إلى أعراض مثل الصداع الشديد، والتغيرات البصرية، وطنين في الأذنين.
يمكن استخدام البزل القطني لقياس الضغط داخل الجمجمة وإزالة السائل الدماغي الشوكي الزائد (CSF)، مما قد يساعد في تخفيف الأعراض وتقليل مخاطر حدوث مضاعفات مثل فقدان البصر.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن البزل القطني أو ما يسمونه البعض البزل النخاعي الشوكي قد لا يكون مناسبًا لجميع مرضى ارتفاع ضغط الدماغ الحميدBIH. وقد تكون هناك حاجة إلى علاجات بديلة.
لذلك، من المهم للمرضى الذين يعانون من BIH استشارة طبيب جراحة مخ وأعصاب لتحديد خطة العلاج الأكثر ملاءمة بناءً على احتياجاتهم وظروفهم الفردية. قد يكون البزل النخاعي أحد خيارات التشخيص والعلاج، لكنه ليس الخيار الوحيد ويجب التفكير فيه بعناية بالتشاور مع أخصائي الرعاية الصحية.
نتائج البزل القطني.
نتائج البزل القطني يمكن أن توفر معلومات تشخيصية مهمة لمجموعة متنوعة من الحالات الطبية، بما في ذلك الالتهابات، والنزيف، والاضطرابات العصبية. تتضمن بعض الأشياء التي يمكن اكتشافها من خلال البزل القطني ما يلي:
- مستويات غير طبيعية من الجلوكوز والبروتين وخلايا الدم البيضاء في السائل الدماغي النخاعي، والتي يمكن أن تشير إلى وجود عدوى، أو التهاب في الدماغ، أو النخاع الشوكي.
- وجود بكتيريا أو فيروسات أو كائنات دقيقة أخرى في السائل الدماغي النخاعي، والتي يمكن أن تشير إلى وجود عدوى مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ.
- مستويات غير طبيعية من بعض المواد الكيميائية في السائل الدماغي النخاعي، والتي قد تشير إلى أنواع معينة من الاضطرابات العصبية مثل التصلب المتعدد.
- ضغط السائل المرتفع والذي قد يشير إلى ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، وقد يشير إلى إصابة الشخص بورم في الجمجمة.
- وجود دم في السائل الدماغي النخاعي، مما قد يشير إلى نزيف في المخ أو النخاع الشوكي.
اعتمادًا على نتائج البزل القطني، قد يوصي طبيبك بإجراء مزيد من الاختبارات أو العلاج لمعالجة أي حالات طبية أساسية يتم اكتشافها. على سبيل المثال، إذا تم تحديد العدوى، فقد تحتاج إلى مضادات حيوية أو أدوية مضادة للفيروسات لإزالة العدوى. إذا كان هناك دليل على وجود التهاب أو أمراض المناعة الذاتية، فقد تحتاج إلى اختبارات إضافية لتقييم مدى الحالة وتحديد العلاج المناسب.
المصادر:
https://www.nhs.uk/conditions/lumbar-puncture/
https://www.hopkinsmedicine.org/health/treatment-tests-and-therapies/lumbar-puncture
https://emedicine.medscape.com/article/80773-overview
https://my.clevelandclinic.org/health/diagnostics/12544-lumbar-puncture-spinal-tap
